whatsapp
التعامل مع الطفل الانطوائي

الطفل الانطوائي لا يعني أنه خجول أو يعاني من مشكلة، بل هو ببساطة طفل يُفضل المساحات الهادئة، اللعب الفردي، والتفكير العميق. غالبًا ما يُفضّل المراقبة أولًا قبل المشاركة، ويحتاج إلى وقت أطول للتأقلم مع البيئات الجديدة أو الأشخاص الغرباء.

لذلك من المهم فهم كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي من المهم التفرقة بين الخجل كحالة مؤقتة، والانطواء كصفة شخصية طبيعية. الطفل الخجول والانطوائي قد يكون اجتماعيًا ولكن بأسلوبه الخاص، وهو لا يقل كفاءة عن غيره بل يتميز غالبًا بالتركيز، الإبداع، والدقة في الملاحظة.


أخطاء شائعة في التعامل مع الطفل الانطوائي تزيد الانسحاب

  • الإجبار على الاندماج: “روح العب مع الأطفال غصب!” يؤدي إلى القلق والانغلاق.
  • المقارنة بالآخرين: “شوف أختك كيف اجتماعية!” تُضعف الثقة وتزيد الإحباط.
  • السخرية أو الإحراج أمام الآخرين: تجعل الطفل يشعر بالخجل من طبيعته.
  • تفسير الصمت على أنه قلة ذكاء أو ضعف شخصية: في حين أنه قد يكون أكثر إدراكًا وعمقًا من الأطفال كثيري الكلام.

لماذا يجب التعرف مبكرًا على خصائص الطفل الانطوائي ؟

فهم علامات الانطواء عند الطفل في وقت مبكر يُساعد علي التعامل مع الطفل الانطوائي و تقديم الدعم الصحيح في الوقت المناسب. من أبرز العلامات :

  • يُفضّل اللعب بمفرده لفترات طويلة.
  • يتجنب التجمعات الكبيرة أو الضوضاء.
  • يُظهر توترًا في الأماكن الجديدة أو المواقف غير المتوقعة.
  • يتفاعل مع شخص واحد فقط ويرتبط به بشدة.
  • يتحدث أقل أمام الغرباء أو في المجموعات.

كلما تعرفت الأم على هذه الخصائص مبكرًا، كلما كانت أكثر وعيًا في تلبية احتياجات طفلها النفسية والاجتماعية دون ضغط أو مقارنة .


استراتيجيات فعالة لدعم وعلاج الطفل الانطوائي 

  •  احترام طبيعته الهادئة: مت اهم اساليب التعامل مع الطفل الانطوائي هي ان تعترفي بشخصيته وانها مميز .
  • إعطاؤه وقتًا للتأقلم: لا تتوقعي منه التفاعل السريع في أي مكان جديد.
  • تهيئة البيئة قبل التجمعات: أخبريه بمن سيقابله، وماذا سيفعل، لتخفيف التوتر.
  • تشجيعه بلطف: مثل: “تحب نلعب سوا وبعدها نشوف إذا ودك تشارك الأطفال؟”
  • مكافأة الخطوات الصغيرة: مثل تفاعله مع طفل جديد، أو رده على تحية.
  • استخدام القصص كوسيلة للنقاش: تنمية مهارات التواصل لدى طفلك في هذه المرحلة مهم جدا  .

أنشطة مفيدة للطفل الانطوائي تساعده على التفاعل 

  •  الألعاب الفردية القابلة للمشاركة: انشطة تنمية مهارات الطفل مثل التلوين أو المكعبات، تُعطيه فرصة يدعو طفلًا آخر للمشاركة بطريقة طبيعية.
  • قراءة القصص التفاعلية: اختاري قصصًا تعكس تجربة الطفل الانطوائي، وتتناول مشاعر القلق، التقبل، والانفتاح.
  • اللعب بالأدوار والتمثيل: تعتبر من اساليب التعامل مع الطفل الانطوائي الفعالة مثل تمثيل مواقف حياتية بسيطة كـ “السلام”، “طلب المساعدة”.
  • أنشطة الاستماع والملاحظة: مثل سرد القصص مع أسئلة تحفيزية، تُنمي التعبير والارتباط بالمواقف.
  • ألعاب التفكير والملاحظة: كالتركيب والبازل، التي تُناسب طبيعته التحليلية وتُحفّزه دون ضغط.

ماذا لو ضغط عليه الآخرون دون قصد؟ كيف تتصرفين؟

حين يقول أحدهم: “ولدك ما يحب يلعب؟”
كوني داعمة وردي بثقة: “هو يحب يراقب أول، ويتفاعل بأسلوبه، وهذا جزء من شخصيته المميزة.”
هذا النوع من الردود يُشعر الطفل بأنه مسموع ومقبول كما هو، ويمنحه دفعة دعم معنوية قوية.


الطفل الانطوائي لا يحتاج تغييرًا، بل احتواءً 

التعامل مع الطفل الانطوائي يتطلب وعيًا عميقًا بأن كل شخصية فريدة، وأن الهدوء ليس ضعفًا، بل مساحة لعمق ووعي مختلف .
بدعمك واحتوائك، سينمو بثقة، يُعبّر عن نفسه بطريقته، ويبني شخصيته المستقلة بخطى ثابتة .

امنحيه وقتًا، وافخري بكل تقدم يحققه، ولو كان بسيطًا. ومع الأيام، ستكتشفين أن ابنك الهادئ… يحمل بداخله عالمًا رائعًا يستحق الفخر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *