whatsapp

الذكاء العاطفي عند الأطفال: لماذا يعدّ من أهم المهارات التي يجب تطويرها منذ الصغر؟

الذكاء العاطفي عند الأطفال

يُعرّف الذكاء العاطفي عند الأطفال بأنه قدرة الطفل على فهم مشاعره، التعبير عنها بطريقة صحية، والتعاطف مع مشاعر الآخرين.
ليس مجرد وعي داخلي، بل مهارة حياتية تؤثر على كل جانب من جوانب نموه، من العلاقات الاجتماعية إلى التفاعل في المواقف الصعبة.

عندما يمتلك الطفل ذكاءً عاطفيًا متوازنًا، يصبح أكثر قدرة على :

  • التعامل مع التوتر والمشاعر السلبية بهدوء.
  • بناء علاقات صحية ومتوازنة مع الآخرين.
  • اتخاذ قرارات مدروسة بدلاً من التصرف بانفعالية.
  • تعزيز ثقته بنفسه من خلال فهم ذاته والتعبير عنها بوضوح.

تنمية مهارة الذكاء العاطفي منذ الصغر تُعد استثمارًا طويل الأمد في شخصية الطفل، وتُعزز من قدرته على التكيّف والنجاح في بيئات متنوعة سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو المجتمع.

علامات الذكاء العاطفي في سلوكيات الطفل اليومية كيف تكتشفينها؟

يظهر الذكاء العاطفي عند الأطفال في تفاصيل صغيرة ومتكررة تحدث يوميًا، لكنها تعكس وعيًا داخليًا متقدّمًا بمشاعرهم ومشاعر من حولهم. معرفة هذه العلامات يُساعد الأهل والمربين على تقييم النمو العاطفي للطفل والتفاعل معه بطريقة تدعمه .

إليك أبرز المؤشرات التي تدل على ان طفلك لديه نسبة جيدة من الذكاء العاطفي:

  •  يعرف كيف يُسمي مشاعره: يقول “أنا زعلان”، “أنا متوتر”، بدلًا من البكاء فقط أو الغضب المفاجئ.
  • يتعاطف مع غيره: إذا رأى طفلًا يبكي، قد يقترب منه أو يُحاول مواساته.
  • يُعبّر عن انزعاجه بالكلمات لا بالصراخ: يطلب المساعدة أو يعبّر عما يُضايقه بهدوء. 

ملاحظة هذه السلوكيات تُساعد الوالدين في دعم الطفل عاطفيًا، وتعزيز نقاط القوة في شخصيته، بدلًا من محاولة تغييره أو الضغط عليه .

هل يولد الطفل بذكاء عاطفي؟ ولا يقدر يتعلمه؟

يعتقد كثير من الأهل أن الذكاء العاطفي عند الأطفال فطري منذ الولادة. لكن الحقيقة أن الذكاء العاطفي مزيج من الميل الفطري والتعلم المستمر.
قد يُظهر بعض الأطفال حساسية أكبر للمشاعر منذ الصغر، لكن هذه المهارة تحتاج إلى تنمية وتوجيه من البيئة المحيطة حتى تنمو بشكل صحي.

الخبر السار هو أن الذكاء العاطفي مهارة قابلة للتعلّم، ويمكن تعزيزها من خلال:

  • الحديث المستمر عن المشاعر واستخدام أسمائها.
  • تشجيع الطفل على التعبير عن نفسه بحرية دون خجل أو نقد.
  • استخدام المواقف اليومية لتعليمه التعاطف، ضبط النفس، وحل المشكلات.
  • توفير بيئة آمنة يشعر فيها بالقبول، حتى في لحظات الغضب أو الانزعاج.

     

كل لحظة يتفاعل فيها الطفل مع مشاعره ومشاعر غيره، هي فرصة لتنمية مهارت الطفل بشكل ينعكس على ثقته بنفسه وعلاقاته المستقبلية.

 

خطوات عملية لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال

تنمية الذكاء العاطفي عند الطفل لا تحتاج إلى برامج معقدة أو تدريبات مطولة، بل تبدأ من مواقف الحياة اليومية التي يعيشها الطفل في المنزل أو الحضانة . 

إليك خطوات بسيطة وعملية يمكنك تطبيقها لتعزيز وعي طفلك بمشاعره ومشاعر الآخرين :

  • سمِّي له مشاعره بوضوح: عندما يغضب أو يحزن، قولي: “أنت الآن غاضب لأن اللعبة انكسرت، صح؟”  هذا يُساعده على الربط بين المشاعر والكلمات.
  • استخدمي القصص لتعليم المشاعر: اختاري قصصًا تحتوي على مواقف عاطفية، وناقشي معه كيف شعر الأبطال، ولماذا.
  • شاركيه مشاعرك كمثال: عندما تشعرين بالتوتر، قولي له: “أنا متوترة شوي اليوم، فراح آخذ دقيقة أهدأ فيها.” هذا يُعلّمه أن المشاعر طبيعية، وأن تنظيمها ممكن.

     

  • شجعيه على التعبير دون خوف: امدحي محاولاته للتعبير حتى لو كانت بسيطة، وابتعدي عن التوبيخ عند الانفعال.
  • علّميه حلّ المشكلات بعقلانية: بدلًا من حلّ كل شيء له، اسأليه: “تتوقع إيش نقدر نسوي عشان نحل المشكلة؟”

     

كل خطوة من هذه الخطوات تفتح بابًا لتقوية مهارات الطفل العاطفية والاجتماعية، وتُعزز ثقته بنفسه في التعبير، التفاعل، واتخاذ القرار.

أخطاء تبعد الطفل عن الذكاء العاطفي

في رحلة تعزيز الذكاء العاطفي عند الأطفال، قد يقع بعض الأهل في ممارسات تبدو بسيطة لكنها تُعيق تطوّر هذه المهارة الحيوية. تجاهل هذه الأخطاء قد يؤدي إلى ضعف في فهم الطفل لمشاعره أو مشاعر من حوله، وبالتالي يؤثر على ثقته بنفسه وتواصله مع الآخرين.

من أبرز هذه الأخطاء :

  •  التقليل من مشاعره أو السخرية منها: مثل قول “لا تبكي على شيء تافه” أو “عيب تبكي”. هذه العبارات تُشعر الطفل بأن مشاعره غير مهمة.
  •  الحل السريع بدلًا من الحوار: الإسراع في حل المشكلة دون مناقشة المشاعر يُفقد الطفل فرصة التعلم من التجربة.
  • العقاب وقت الانفعال: معاقبة الطفل أثناء نوبة غضب دون فهم السبب تُعزز الكبت وليس التنظيم العاطفي.
  • مقارنته بغيره في التعبير: مثل “شوف أختك ما تبكي مثلك!”، ما يُشعره بالنقص ويُضعف احترامه لذاته.

     

لتنمية الذكاء العاطفي، يحتاج الطفل إلى من يُصغي له، ويمنحه أمانًا عاطفيًا يُشجعه على الفهم والتعبير لا الكبت والانسحاب.

الذكاء العاطفي… سر بناء شخصية طفلك بثقة وتوازن

 تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال ليست مجرد خطوة تكميلية في التربية، بل هي عنصر أساسي في تشكيل شخصية مستقلة، مرنة، وقادرة على مواجهة الحياة بثقة.
كل لحظة يعيشها الطفل، سواء كانت لحظة فرح أو توتر، هي فرصة لتطوير وعيه العاطفي، شرط أن يجد حوله من يستمع له، يفهمه، ويعطي مشاعره المساحة التي تستحقها.

وإذا كنتِ تبحثين عن بيئة تربوية داعمة تُعزز الذكاء العاطفي ومهارات التواصل لدى طفلك، تواصلي مع مركز سرايا الطفل حيث نُقدّم برامج تعليمية متكاملة تُراعي الجانب العاطفي والسلوكي لكل طفل، وتُساعده على النمو بثقة. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *