whatsapp

أهمية تهيئة الطفل للروضة نفسيًا وسلوكيًا قبل اليوم الأول

تهيئة الطفل للروضة

أول يوم ممكن يكون مخيف للطفل لأنه بطبيعته يتعود على بيئته، وإذا فجأة لقى نفسه في مكان جديد مع ناس ما يعرفهم، أكيد بيخاف ويبكي .
هنا تجي أهمية تهيئة الطفل للروضة، لأنها تحميه من الصدمة وتخليه يدخل بثقة.

الطفل إذا حس بالأمان، يقدر يتعلم، يتكلم، ويشارك. لكن إذا دخل المكان وهو متوتر، راح ينسحب أو ينفجر بالبكاء.

متى نبدأ في تهيئة الطفل للروضة ؟ وأيش الخطوات الأولى؟

تُعد مرحلة الانتقال إلى الروضة من أهم المحطات في حياة الطفل، ويحتاج فيها إلى دعم نفسي لذلك تهيئة الطفل للروضة مناسبة ليشعر بالأمان والاطمئنان.

 إذًا، متى نبدأ ؟
أفضل توقيت لبدء تهيئة الطفل للروضة نفسياُ وعاطفياُ للطفل هو من أسبوعين إلى شهر قبل أول يوم دراسي، حيث يُفضل أن تكون العملية تدريجية وغير مفاجئة.

الخطوات الأولى في تهيئة الطفل للحضانة 

إليك مجموعة من الخطوات التمهيدية البسيطة لكنها فعالة للغاية ضمن خطة تهيئة الطفل:

  • الحديث اليومي عن الروضة: أخبره عن الألعاب، الأصدقاء الجدد، والمعلمات، وركّز على الجانب الممتع في التجربة.
  • المرور بجانب الروضة: دعْه يشاهد المبنى من الخارج، واشرح له أن هذا سيكون مكانه الجديد حيث سيتعلم ويلعب ويكوّن صداقات.
  • قراءة القصص المخصصة للتهيئة: اقرأ له كتبًا مصوّرة تحكي عن تجارب الأطفال في أول يوم روضة..

تعتبر هذه الخطوات الفعالة لأنها تُقدّم تجربة تهيئة غير مباشرة ولكن مدروسة نفسيًا، تُساعد الطفل على تكوين صورة ذهنية إيجابية عن الروضة دون ضغط أو إجبار. 

التهيئة النفسية: كيف تتكلم مع طفلك بطريقة تطمّنه ؟

تلعب التهيئة النفسية المسبقة للطفل دورًا محوريًا في تهيئة الطفل للروضة، إنّ بدء تهيئة الطفل في وقت مبكر يُقلل من فرص مقاومته للتغيير، ويُساهم في تكوين صورة ذهنية إيجابية تجاه الروضة.

وتتمثل أبرز الممارسات التربوية الناجحة في هذه المرحلة في التالي:

  • خلق مشاعر إيجابية حول الاستقلالية: عزز شعور الطفل بأنه أصبح “كبيرًا” بما يكفي ليخوض تجربة جديدة، مما يمنحه ثقة ذاتية.
  • تقليل التعلق الزائد تدريجيًا: حاول تعويد الطفل على الابتعاد عنك لفترات قصيرة خلال اليوم، لتقليل صدمة الانفصال لاحقًا.
  • تحديد روتين يومي منتظم: ابدأ بإدخال روتين النوم والاستيقاظ التدريجي الذي يتناسب مع مواعيد الروضة.
  • الحديث عن المعلمين والزملاء: استعرض دور المعلمة والبيئة الصفية بطريقة مشوقة تشجع الطفل على التفاعل لاحقًا.
  • الاهتمام بالحوار العاطفي: ناقش مع الطفل مشاعره وتوقعاته حول الروضة، وطمئنه بأن مشاعر الخوف أو التوتر أمر طبيعي .
  • زيارة الروضة في وقت غير الدوام: إذا كان ممكنًا، قم بزيارة سريعة للروضة عندما تكون خالية، ودع الطفل يشاهد الفصول والألعاب .
  • اختيار أدوات مدرسية جذابة: شارك الطفل في اختيار حقيبته وأدواته الخاصة، مما يُعزز حماسه للانطلاق في هذه المرحلة الجديدة.

هذه الخطوات المبكرة، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تُعد من الوسائل الفعّالة التي تُخفف التوتر، وتُعزز ثقة الطفل بنفسه، وتُمهّد له بداية مستقرة وسعيدة في مشواره التعليمي المبكر.

التهيئة السلوكية: وش يتعلم قبل ما يروح ؟

  • الاستئذان قبل التصرف: في بداية تهيئة الطفل للروضة من المهم تعليم الطفل أن يطلب الإذن قبل استخدام ممتلكات الآخرين أو مغادرة مكان ما، لتعزيز احترام القواعد.
  • الجلوس لفترات قصيرة: تدريب الطفل على الجلوس والانتباه لفترات زمنية قصيرة، حتى لو كانت خلال قراءة قصة أو نشاط منزلي بسيط.
  • احترام دور الآخرين: تعليمه الانتظار وعدم المقاطعة أثناء الحديث أو اللعب، وهي مهارة اجتماعية ضرورية داخل الفصل.
  • الرد بأدب على التوجيهات: تعويد الطفل على الاستجابة لكلمات مثل “من فضلك” و”شكرًا” و”عفوًا” بطريقة مهذبة.
  • التعبير اللفظي عن احتياجاته: تدريب الطفل على استخدام الكلمات بدلاً من البكاء أو الغضب عند الشعور بالجوع أو التعب أو الحاجة للمساعدة.
  • وضع الحدود الشخصية: يجب أن يتعلم الطفل احترام المساحة الشخصية للآخرين، وعدم التعدي الجسدي مثل الدفع أو الشد.
  • اتباع التعليمات البسيطة: كأن يُطلب منه ترتيب ألعابه أو غسل يديه قبل الأكل، مما يساعده على التفاعل مع المعلمات لاحقًا.
  • التعاون مع الأقران: تشجيعه على المشاركة في اللعب الجماعي، وتقسيم الأدوات، والعمل بروح الفريق.
  • الاعتياد على الروتين السلوكي: تنظيف المكان بعد الانتهاء من اللعب أو ترتيب الأدوات، مما يعزز الإحساس بالمسؤولية.
  • التحكم في الانفعالات: تعليمه طرقًا بسيطة لتهدئة نفسه عند الغضب، مثل التنفس العميق أو طلب المساعدة بهدوء.

أول يوم... كيف تتصرفين مع دموعه؟ خطوات ذكية لتسهيل الانفصال الأول

عند مواجهة دموع الطفل في اليوم الأول، يُفضل اتباع الخطوات التالية :

  • التزمي بالهدوء والابتسامة: تعكسين بذلك للطفل أنكِ واثقة من المكان وآمنة عليه، مما ينعكس على شعوره الداخلي.
  • اختصري لحظة الوداع: تجنبي البقاء لفترة طويلة أو العودة بعد مغادرتك، فذلك يربك الطفل ويزيد من توتره.
  • طمئني الطفل بالكلمات دون وعود غير واقعية: مثل: “سأعود بعد أن تنتهي من اللعب”، بدلًا من “سأنتظرك عند الباب”.
  • تواصلي مع المعلمة مسبقًا: لتكون على دراية بأسلوب الطفل وتساعده في الاندماج بسلاسة خلال الساعات الأولى.
  • ثبتي الروتين: حافظي على نفس أسلوب الوداع كل صباح، مما يُساعد الطفل على التعود والشعور بالاستقرار.

     

تُعد لحظة فراق الطفل لوالدته في أول يوم من الحضانة واحدة من أكثر اللحظات حساسية في مرحلة الطفولة المبكرة. وهنا تأتي أهمية تهيئة الطفل للحضانة مسبقًا بطريقة تُقلل من حدة هذا الانفصال.

أهمية الروضة في تشكيل شخصية طفلك :

تلعب الروضة دورًا أساسيًا في بناء شخصية الطفل ووضع الأساسات الأولى لتكوينه النفسي والاجتماعي. فهي ليست مجرد مكان للتعلم، بل بيئة متكاملة تُعزز الاستقلالية، وتنمي المهارات التواصلية، وتُرسّخ السلوكيات الإيجابية منذ سن مبكرة.

في سن الحضانة، يبدأ الطفل بالخروج من نطاق الأسرة الضيق إلى مجتمع أوسع، فيتعلم كيف يعبر عن نفسه، وينتظر دوره، ويحترم الآخر. 

كما تُساهم الأنشطة الجماعية داخل الروضة في تقوية روح التعاون، وتحفّز التفكير الإبداعي، وتدربه على التكيف مع التحديات الصغيرة التي تُشكل جزءًا من الحياة اليومية.

وجود الطفل في بيئة تربوية داعمة، مثل الروضة، يُوفر له فرصة لاكتشاف ذاته، وبناء ثقته بنفسه، والشعور بالإنجاز، وهو ما ينعكس لاحقًا على تحصيله الدراسي واستقراره النفسي والاجتماعي في مراحل التعليم التالية.

إن اختيار الروضة المناسبة لا يُعتبر ترفًا، بل خطوة أساسية لبناء شخصية متوازنة وواثقة منذ البدايات. ولهذا، من المهم أن تكون خطوة تهيئة الطفل للروضة آمنة، محفزة تُلبي احتياجات الطفل النفسية .

تمثّل تهيئة الطفل للروضة خطوة أساسية في دعم طفلك نفسيًا واجتماعيًا ليخوض أولى مراحل تعليمه بثقة واستقرار. ومع تنوع الخيارات، يبقى اختيار البيئة التربوية المناسبة هو العامل الحاسم. ومن هنا، يبرز مركز سرايا الطفل كواحد من أفضل الحضانات التي تُقدم تجربة متكاملة تُراعي احتياجات الطفل في التهيئة السلوكية والعاطفية، مما يجعل بدايته التعليمية أكثر توازنًا وسلاسة.

امنحي طفلك بداية ذكية.. وامنحي نفسك راحة البال مع سرايا الطفل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *